أول حفل تكريم «شارة المعرفة الرفيعة»
ملاحظة الدكتور رضا بورحسين؛ تم تصميم «شارة المعرفة الرفيعة» بهدف تكريم العلم والعالم، وتحفيز الجيل الجديد، وتعزيز روح العلم، والمساعدة في تحقيق الرؤى والآفاق العلمية البعيدة المدى للبلد والمساعدة في تحقيق الحضارة الإسلامية الجديدة وكتب الدكتور رضا بورحسين، أستاذ كلية علم النفس والعلوم التربوية لجامعة طهران، وسكرتير جامعة طهران وجامعة طهران للعلوم الطبية:
"مثلما كان السبب الرئيسي لانحدار الثقافات والحضارات هو عدم احترام العلم والمعرفة؛ كما يرجع صعود الثقافة والحضارات إلى تكريم العلم والمعرفة ووجود العلماء والمفكرين في القمة. في المسار التاريخي للثقافات والحضارات، شهدنا الذروة والنمو، وأحيانًا الانحطاط والظلام. كان تألق العلم واهتمام المسؤولين والحكام بالمعرفة والعلماء مقياسًا لصعود وسقوط الحضارات في نقاط تاريخية مختلفة.
إذا ألقينا نظرة على ثقافة وحضارة الإسلام وإيران، فإن التاريخ يثبت أن الثقافة والحضارة الإيرانية كانت روحًا إلهية وتوحيدية وعلمية ونبيلة، والحضارات المتواجدة في نفس الوقت مع الحضارة والثقافة الإيرانية لم يكن لها مثل هذه الخصائص العالية. مع ظهور الإسلام، الإيرانيون الموحدون، تقبلوا الإسلام كدين سماوي وإلهي كامل. و من بين الفصائل الإسلامية، اعتقنوا إسلام أهل البيت. كان السبب الرئيسي لقبول الإسلام من قبل الإيرانيين الموحدين والتوحيد هو وجود علماء ومفكرين التوحيد في مختلف فروع العلم في الإقليم.
كانت الحضارة الإيرانية والإسلامية أصل العديد من العلوم والمعرفة الإنسانية بسبب وجود المفكرين الإيرانيين والمسلمين. قدم الإيرانيون العديد من الخدمات في مجال العلوم الإنسانية؛ حتى أن العديد من الكتب العلمية وحتى العلوم التجريبية للإيرانيين ترجمت من قبل آخرين وذهبت إلى الغرب. بالإضافة إلى هذه الخدمة، كان للإسلام وإيران، بفضل وجود العلماء، والمفكرين خدمات متبادلة واسعة النطاق لتعزيز بعضهما البعض، وهو ما يشهد به تاريخ الحضارة والثقافة الإيرانية قبل الإسلام وبعده على الخدمات المتبادلة. المدارس العلمية والتجريبية، والمعاهد الدينية و الحوزوية، وجود وحضور الفقهاء، والعلماء التجريبيين، والأطباء، والفلاسفة، والصوفيين، وازدهار العلوم الدينية، والرياضيات، وعلم الفلك، والفلسفة، والأدب، والكيمياء، وعلم النفس واللاهوت كلها من بين الشرف الحضاري لإيران والإسلام.
إن ما أبرز العلم والثقافة والمعرفة في نطاق ثقافة وحضارة الإسلام وإيران هو نمو العلم وتقدير العلم والمعرفة. عندما يجلس العلماء و المفكرين على القمة، ولاقوا التقدير مسبقًا، في ذلك الحين تتقدم العملة وتزدهر وتحقق التطور الحضاري والارتقاء الثقافي. ربما يمكن تقييم بقاء الأمة، من خلال مستوى تقديرهم واهتمامهم بالعلم والمعرفة. ومع ذلك، إلى جانب الازدهار الثقافي والحضاري للإسلام وإيران، للأسف، شهدنا أيضًا تدهورًا ثقافيًا وحضاريًا وتخلفًا في بعض النقاط التاريخية. يجب أن يكون السبب الرئيسي لهذا التراجع هو اعتماد الحكام على الأجانب، وبُعدهم عن العلماء والمفكرين، وخياناتهم العلنية والخفية مرات عديدة. بالطبع، في هذه التقلبات، الانتفاضات السياسية والثقافية لعلماء الدين لإعادة المجتمع إلى أصالته، وإحياء الجوانب الثقافية والحضارية الإسلامية الإيرانية الأصيلة؛ لقد منعوا تدمير المكونات الثقافية والحضارية الإيرانية والإسلامية. لكن تحركاتهم كانت في بعض الأحيان ناجحة وفي بعض الأحيان لم تنجح بسبب عنف الحكام التابعين والمخوفين. حتى الثورة الإسلامية الإيرانية، باعتبارها أعظم ظاهرة سياسية واجتماعية وثقافية في القرن، اعترافًا بأعظم إنجاز لها، أي الاستقلال السياسي وتأسيس نظام الجمهورية الإسلامية، عززت وجهة نظر خاصة من الدرجة الأولى للعلم و التطور العلمي وإتقان الخطاب العلمي والارتقاء به، أدى تسريع حركة العلوم والتكنولوجيا، ومضاعفة عدد الطلاب، والتدريب المكثف للأساتذة، وإنشاء العديد من الجامعات ومراكز البحث، إلى نمو هائل في العلوم والتكنولوجيا؛ وبهذه الطريقة فاز التطور العلمي الإيراني بالمرتبة الأولی بالعالم وفي العديد من العلوم والتقنيات مثل تكنولوجيا النانو، والخلايا الجذعية والمعرفة النووية فقد دخلت إلى نوادي "التكنولوجيا الفائقة" في العالم، وفي بعضها؛ يقف في المركز المكون من رقم واحد في العالم. وقد تحقق هذا النمو بفضل الاستقلال السياسي وطريقة الحكم والاهتمام الخاص والاستراتيجي للقيادة بتطوير العلوم والتكنولوجيا وكذلك تكريم المفكرين. إن تحديد هدف نبيل مثل الحضارة الإسلامية الحديثة هو أيضًا دليل على أن التطور العلمي لإيران كأساس رئيسي للحضارة الإسلامية الحديثة الديناميكي والمستمر.
لحسن الحظ، فإن المجمع العلمي والتكنولوجي للبلاد في مختلف مجالات التعليم، والبحث، وتدريب القوى العاملة وتجهيز البنى التحتية العلمية والتكنولوجية كقوة متماسكة ذات أهداف وآفاق علمية محددة، يسير بخطی سريعة نحو تحقيق الحضارة الإسلامية الحديثة وإحياء المزيد من مجد وعظمة حضارة إيران والإسلام، واكتساب المرجع العلمي. لحسن الحظ، بفضل الاستقلال السياسي والثقة بالنفس الوطنية، في كل يوم، تكتسب هذه الحركة المزيد من السرعة وتعد بفتح المزيد من القمم في مجال العلوم والتكنولوجيا.
في هذا الاتجاه وبالتزامن مع قافلة العلم والثقافة، جامعة طهران، كرمز للتعليم العالي وأكبر وأهم جامعة في البلاد، جنبًا إلى جنب مع جامعة طهران للعلوم الطبية، بالإضافة إلی رسالتها التعليمية والبحثية، تمنح كل عام وسام «شارة المعرفة الرفيعة» التي أعطت أعلى علامة معرفية بهدف تكريم العلم والمعرفة، وتحفيز الجيل الجديد ، وتعزيز روح العلم، والمساعدة في إدراك آفاق ووجهات النظر العلمية البعيدة للبلاد، والمساعدة في تحقيق الحضارة الإسلامية الجديدة ؛ لعلماء سيتم اختيارهم من مفكرين و علماء مختارين مؤثرين في الخطاب العلمي والتقدم لبلدنا الحبيب إيران الإسلامية.
تُمنح هذه الجائزة في ستة فروع من: العلوم الإنسانية والفنون، والعلوم الاجتماعية والسلوكية، والعلوم الأساسية، والعلوم التقنية والهندسية، والعلوم الزراعية والبيطرية، والعلوم الطبية والصحية للأساتذة المؤثرين، ومدربين طلاب ذو منصب عالي، ولهم نظرة شامخة وشاملة، ولديهم العديد من الأعمال العلمية و الوطنية والدولية التي يتم الاستشهاد بها بشكل كبير، والتي تدعم تحقيق رؤى البلاد والحضارة الإسلامية الحديثة، وتتحرك في حدود المعرفة وأحيانًا تتجاوزها وتخلق موجة جديدة في مجال المعرفة؛ حتى يتمكن الطلاب والأساتذة الشباب من رؤية مستقبلهم في نمو وتطور الأساتذة والمحاربين القدامى، وبالطبع، مع مزيد من السرعة والديناميكية وفقًا لخصائص العصر والزمان، مما يجعل إيران العزيزة أقرب وأقرب إلى قمم العلوم و تكنولوجيا."
بوستر حضور أول حفل تكريم للدرجة العلمية العالية باسم «شارة المعرفة الرفيعة»